“الحراج”.. تجربة مباشرة لعملية المزايدة التقليدية على التمور في أجواء مليئة بالحماس
تشهد منطقة الحراج الحي للتمور إقبالًا كبيرًا من الزوار الذين يتوافدون للاستمتاع بتجربة فريدة تعيد إحياء التراث التجاري للمملكة، ضمن فعاليات معرض عالم التمور 2024، المقام في واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات.
ويمثل الحراج نافذة على أحد أقدم الممارسات التجارية المرتبطة بالتمور، حيث يجتمع البائعون والمشترون في أجواء تنافسية مليئة بالحيوية.
ويُقدم الحراج تجربة مباشرة لعملية المزايدة التقليدية على التمور، والتي تُعد جزءًا من الثقافة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، ويتولى عرّيف الحراج قيادة المزايدات بصوته الجهوري، مشجعًا المشاركين على التنافس لاقتناء أفضل الأنواع بأعلى الأسعار، ويجذب هذا النشاط جميع الفئات، من المهتمين بالتجارة إلى العائلات التي تأتي لاستكشاف العادات التراثية في جو تفاعلي.
الحراج يُبرز التمور المتنوعة التي تشتهر بها المملكة، مثل السكري من القصيم، والخلاص من الأحساء، والمجدول من العلا. كما يُتاح للمشاركين فرصة التعرف على جودة التمور وأصنافها من خلال العروض المباشرة التي يقدمها البائعون، مما يعكس تنوع الإنتاج المحلي وأصالته.
إلى جانب الجانب التجاري، يخلق الحراج بيئة اجتماعية ممتعة، حيث يمكن للزوار من مختلف الأعمار التعرف على طرق المزايدة التقليدية ومشاهدة حيوية النشاط التجاري الذي لطالما كان جزءًا من الهوية السعودية. يوفر الحراج فرصة للعائلات لتقديم تجربة تعليمية للأطفال عن التجارة وأساليب التفاوض بطريقة مبتكرة.
ويشكل الحراج منصة لتعزيز التراث التجاري المرتبط بالتمور، كما يعكس اهتمام المملكة بفتح قنوات جديدة لتسويق منتجاتها محليًا وعالميًا. يتيح الحراج الفرصة للتجار والمزارعين للتفاعل مع المشترين المحليين والدوليين، مما يدعم رؤية السعودية 2030 في تعزيز الصادرات غير النفطية.
ومع استمرار فعاليات معرض عالم التمور 2024 حتى 28 نوفمبر، يمثل الحراج نقطة جذب رئيسية للزوار الباحثين عن تجربة تدمج بين التجارة والتراث، مما يعكس أهمية التمور كمصدر اقتصادي وثقافي للمملكة.