تُحسن مستوى المعيشة وتوفر فرص عمل وتحافظ على البيئة .. 600 مزرعة تحول نجران إلى سلة حمضيات
حوّلت ما يقارب من 600 مزرعة حمضيات، تضم ما يقارب الـ500 ألف شجرة حمضيات بكل أنواعها، منطقة نجران إلى سلة للحمضيات، وجعلت منها واحدة من أبرز المناطق الزراعية في المملكة.
وتنتج نجران محاصيل حمضية ذات جودة عالية، مستفيدة من تربتها الخصبة والمناخ الملائم الذي يساعد على إنتاج كميات كبيرة من البرتقال، والليمون، والجريب فروت، واليوسفي.
تجارب البرتقال
يوضح مدير مركز أبحاث البستنة في نجران، المهندس سالم بالحارث، أنه تم إجراء عدد من التجارب والدراسات على أصناف البرتقال في المركز، بدعم وإشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة، شملت أكثر من 20 صنفا من البرتقال بجميع أصنافه المبكرة والمتوسطة والمتأخرة النضج.
وخلصت الدراسات التي استمرت أكثر من 10 سنوات إلى أن البرتقال أبو صرة والصيفي يعدان من أفضل الأصناف التي نجحت في نجران وبعض مناطق المملكة، وذلك عندما يتم تطعيمها بالأصول المناسبة لظروف المملكة من حيث التربة، ونوعية المياه، والظروف المناخية.
وبيّن أن البرتقال أبو صرة (فشر) يعد أحد سلالات أبو صرة المبكرة النضج (أكتوبر – نوفمبر)، حيث يكون نمو أشجاره قويا، وثمرته دائرية الشكل، والصرة صغيرة الحجم، وغالبا ما تكون مقفولة وغير بارزة من الثمرة، ولب الثمرة عصيري فاتح، وله طعم ونكهة ممتازة، والثمار عديمة البذور، ونسبة السكر عالية، والقشر أملس وذو لون برتقالي فاتح سهل التقشير، وبداية تلوين الثمار تبدأ في أكتوبر ويكتمل التلوين بداية ديسمبر.
وأكمل «تعد سلالات البرتقال أبو صرة (فشر) من أفضل سلالات البرتقال التي نجحت في المنطقة، وإنتاج الشجرة منها يتراوح ما بين (60 ـ 70) كلج، وتتميز الثمار بانتظام أحجامها وقلة تساقطها خاصة خلال يونيو ويوليو».
وتابع «بدأ هذا الصنف في الانتشار أخيرا بعد التأكد من نجاحه في ظروف المنطقة».
وواصل «يعد البرتقال الصيفي (فالنسيا) من أصناف البرتقال المتأخر النضج، أشجاره كبيرة الحجم، كثيفة النمو، ثماره متوسطة إلى كبيرة مستديرة إلى بيضاوية، اللون برتقالي، كمية البذور متوسطة في الثمرة، اللب برتقالي جميل، خاصة عند اكتمال النضج، غزير العصير، نسبة السكر مرتفعة، ويعد من أهم الأصناف المستخدمة في تصنيع العصير، والقشرة ملتصقة بالثمرة وهي متوسطة السمك والملمس، ويعد من أفضل الأصناف الناجحة في المنطقة، وباقي مناطق المملكة التي تزرع فيها أشجار الحمضيات، وهو متوسط الإنتاج، ويصل إلى أكثر من (120) كلج للشجرة الواحدة، وهو من الأصناف متأخرة النضج (مارس، أبريل) وقد يستمر الإنتاج لفترة أطول على الشجرة حتى خلال فصل الصيف ومنها سمي بالبرتقال الصيفي».
يقول الخبير الزراعي علي آل قريش، إن «منطقة نجران تعد من سلال المملكة في إنتاج الحمضيات بكل أنواعها وأشكالها، مثل الليمون الأضاليا أو الليمون الزهير أو البرتقال أبو صرة أو برتقال فالنسيا العصائر، واليوسفي بجميع أنواعه»، وأضاف «في نجران ما يقارب من 600 مزرعة حمضيات تضم قرابة 500 ألف شجرة حمضيات بكل أنواعها».
تحديات الزاعة
وكشف عن أن هناك معوقات تواجه مزارعي الحمضيات في المنطقة؛ منها عدم توفر المعدات اللازمة للعمليات الخاصة بأشجار الحمضيات مثل أدوات العزق وأدوات القطاف والعمالة المدربة، كما لا توجد مؤسسات تجارية عملاقة تجلب أو توفر للمزارع ما يحتاجه لزراعته، قال «من ناحية أخرى عند الإنتاج أو القطف يجد المزارع صعوبة في تسويق منتجه، حتى أن بعض المزارعين عمدوا قبل فترة إلى إزالة أشجار الليمون والحمضيات من مزارعهم».
وتابع «هناك معوقات أخرى عند بداية التفكير بزراعة الحمضيات، فالمزارع البسيط يصعب عليه اختيار الصنف الأمثل لعدم درايته بالأصناف، كما قد يجهل الطعوم الجيدة والأصول الجيدة التي تكيّفت وأنتجت بوفرة في المنطقة، كما أن بعض المشاتل تميل إلى الغش من خلال بيع أصل غير مطعّم، وبعد خمس سنوات من الإنتاج، إذا اكتشفت أن الإنتاج غير سليم وأردت العودة إلى المشتل فقد لا تجده، حيث لا تقدم المشاتل ضمانات عند بيع الأصول التي لها مواصفات لا يعرفها إلا متخصص أو خبير».
توفير فرص عمل
يؤكد المزارع ناصر جلباب، أن منطقة نجران إحدى أبرز المناطق الزراعية التي تشتهر بزراعة الحمضيات، بفضل طبيعتها الجغرافية ومناخها المعتدل وتربتها الخصبة، وقال «تُشكّل زراعة الحمضيات مصدر دخل رئيس لكثير من المزارعين في المنطقة، حيث تُسهم في تحسين مستوى معيشتهم وتوفر فرص عمل موسمية. كما أن الحمضيات تُعد من المحاصيل التي تحافظ على توازن البيئة، كونها زراعة مستدامة تعتمد على موارد طبيعية متجددة».
وأضاف «الحمضيات في نجران ليست مجرد محاصيل زراعية، بل هي رمز للتراث الزراعي والاقتصاد المحلي في المنطقة، كما أن بعض المزارعين بدأوا في الاستفادة من قشور الحمضيات، خاصة البرتقال، لإنتاج زيوت عطرية طبيعية تُستخدم في الصناعات التجميلية وصناعة المنظفات، مما يفتح بابًا جديدًا للاستثمار الزراعي والصناعي في المنطقة، كما تستخدم مخلفات زراعة الحمضيات لتحويلها إلى سماد عضوي طبيعي يُستخدم لتحسين جودة التربة، وهذا التوجه نحو الزراعة المستدامة يساعد في تقليل التكاليف على المزارعين وتعزيز الإنتاج الزراعي بطرق صديقة للبيئة».
معوقات تواجه مزارعي الحمضيات في نجران
ـ عدم توفر المعدات اللازمة للعمليات الخاصة بأشجار الحمضيات.
ـ غياب المؤسسات التجارية العملاقة التي تجلب أو توفر للمزارع ما يحتاجه لزراعته.
ـ صعوبة تسويق المنتج.
ـ عدم قدرة بعض المزارعين على اختيار الصنف الأمثل لزراعته لعدم درايته بالأصناف.
ـ جهل بعض المزارعين بالطعوم الجيدة والأصول الجيدة التي تكيّفت وأنتجت بوفرة في المنطقة.
ـ غش بعض المشاتل وعدم تقديمها ضمانات وبيعها أصولا غير مطعّمة.