أخبار

توظيف التكنولوجيا لزراعة 400 مليون شجرة ضمن أهداف “السعودية الخضراء”

أكد مدير عام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمنطقة الشرقية، المهندس يوسف البدر، أن المركز يسخر كافة الإمكانات التكنولوجية المتاحة، بما في ذلك الأقمار الصناعية والمسارات الجوية، بالإضافة إلى تقنيات الدرون والذكاء الاصطناعي، للوصول إلى أهداف مبادرة ”السعودية الخضراء“ الطموحة، والتي تهدف إلى زراعة 400 مليون شجرة بحلول عام 2030، و10 مليارات شجرة بحلول عام 2100.
وأوضح البدر أن منظومة البيئة في المملكة تعمل بتكامل من خلال مراكز متخصصة لتحقيق مستهدفات الإستراتيجيات الوطنية للبيئة، مشيرًا إلى أن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي يقوم بدور محوري في هذا التكامل.

وأشار إلى أن المملكة قد قطعت شوطًا مهما في تحقيق أهداف ”السعودية الخضراء“ من خلال زراعة 100 مليون شتلة حتى الآن، مؤكدًا أن المركز يعمل جاهداً على مواصلة هذا الزخم لتحقيق هدف زراعة 400 مليون شتلة بحلول عام 2030.

وشدد البدر على أهمية تضافر جهود جميع أطياف المجتمع والقطاع الخاص لتحقيق أهداف المبادرة، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تستهدف أيضًا إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.
ونوه بدور المبادرات المجتمعية في رفع الوعي البيئي، مستعرضًا أهمية أشجار المانجروف في الحفاظ على التنوع الحيوي والحد من التغير المناخي، حيث تشكل حاضنة للأسماك والقشريات، ومصدات للأمواج، وموائل للطيور المهاجرة والسلاحف، بالإضافة إلى دورها في امتصاص الكربون، مساهمةً في تحقيق هدف الحياد الصفري بحلول 2060.
وأعرب البدر عن تفاؤله بالوصول إلى زراعة 400 مليون شتلة بحلول عام 2030، مؤكدًا أن المركز يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفاته.

إلى ذلك، سطّر فريقٌ من متطوعي بلدية محافظة القطيف، بالتعاون مع متطوعين من شركة أرامكو السعودية، ملحمةً خضراءَ على ضفاف دانة الرامس، بزراعةِ شتلاتِ المانجروف، في إطارِ مبادرةٍ وطنيةٍ طموحةٍ لاستزراعِ 100 ألفِ شتلةٍ من هذه الأشجارِ المُعمرة.
وشارك في هذه المبادرةِ، التي ينظمها فرعُ المركزِ الوطنيِّ لتنميةِ الغطاءِ النباتيِّ ومكافحةِ التصحرِ بالمنطقةِ الشرقية، 15 متطوعًا ومتطوعةً من فريق ”أثر“ التابعِ للبلدية، وأكثرُ من 30 متطوعًا من شركة أرامكو، في لوحةٍ إنسانيةٍ جسدت التلاحمَ بين القطاعين العامِّ والخاصِّ في خدمةِ البيئة.
وتأتي هذه المبادرةُ ضمنَ سلسلةِ أنشطةٍ بيئيةٍ تهدفُ إلى تعزيزِ الوعيِ بأهميةِ أشجارِ المانجروف، ودورِها الحيويِّ في حمايةِ النظمِ البيئيةِ الساحلية، ومكافحةِ التصحر، والحدِّ من آثارِ التغيرِ المناخي، بما يُسهمُ في تحقيقِ مستهدفاتِ ”مبادرةِ السعوديةِ الخضراء“ ورؤيةِ المملكةِ 2030.

وتُعدُّ أشجارُ المانجروف، التي تُعرفُ بـ ”رئةِ السواحل“، حصنًا منيعًا ضدَّ التعريةِ الساحلية، ومصدرًا غنيًّا بالتنوعِ البيولوجي، فضلًا عن دورِها في امتصاصِ الكربون، وتحسينِ جودةِ الهواء.
ويُشارُ إلى أنَّ هذه المبادرةَ انطلقت بالتزامنِ مع موسمِ التشجيرِ الوطنيِّ 2024 تحت شعارِ ”نزرعُها لمستقبلِنا“، وتُمثلُ خطوةً مهمة في مسيرةِ المملكةِ نحوَ تحقيقِ الاستدامةِ البيئية.